أحبُّك و أدرك لماذا ! 

17 فبراير  .   2 دقيقة قراءة  .    787

THE FAULT IN OUR STARS

كنت أكتب عن الأم، حتى مات  أبي، فصرت أكتب عن "زريعات" أمي،  كنت أقيِّم  المشاعر في  الضباب  إلى أن وجدت الحقيقة في التفاصيل. 

 أحيانًا  نرى  الأمور  بشكل عام ، فنصف علاقة حب  بأنها جيدة ، أو نعتبر  عدم  قدرتنا  على سرد الأسباب التي جعلتنا نقع في حب أحدهم  دليلًا على حقيقة هذا الحب، و لكن تلك المقاربة ليست صحيحة  ! لا بد من اقتران المشاعر بحقائق ملموسة . حسنًا  أنا أحب حبيبي لأنني "هكذا أحبه دون سبب" ، و لكنني أحبه أكثر لأنني أتذكر كيف تلعثم و هو يفاجئني بوردة حمراء ، و أحب جيدًا تلك الجاكيت من  الجلد الأسود التي تنحت قامته نحتًا ، و أحبه كثيرًا عندما لم يحكم على عيوبي التي أخفيها ، أحبّه عندما وضع في طبقي صنف الطعام الذي أحبه و الذي كان بعيدًا عن متناولي في تلك الدعوة، أحبه عندما يراقصني مع أنه لا يحب الرقص ، هكذا ... علينا أن نعدد كل الأوقات التي أيقنا فيها أننا نحب كي يقترن الحب بالوعي .. و ذلك لا ينقص من جنون الحب شيئًا ، بل يزده إدراكًا .

في روايةِ The fault in our stars  حينَ مات ' أغسطس '  تقولُ  حبيبته هايزل غرايس : ' ثم أدركت أن لا أحد أتصل به، و هذا أكثر ما أحزنني، فالشخص الوحيد الذي أردت أن أحدثه عن وفاة  أغسطس هو  أغسطس ! عبارة "ثم أدركت" تختصر الكثير ، فبعض الأشياء مسلم بها ، واضحة لقلوبنا لدرجة أننا لا ننتبه لوجودها سوى عند فقدانها ، ليس لأننا لم نهتم ، بل لأننا لم ندرك

لم نأخذ لحظة لنقل لأنفسنا :"  أنا أحب ذلك لأن ..... "

بل جرفتنا الحماسة لبحرٍ من الحب ، لا يمكننا التلذذ به، لأننا  ببساطة  لا نعرف السباحة !


  2
  10
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
عادل خالد الديري
17 فبراير
هنا دكتورة تتقاطع فلسفة الحب بفلسفة الجمال. فانطلاق مما تفضلت -وأنا أتفق معك وجدانياً وفكرياً- فإن نقد الحب وتعداد مسبباته، وتعليم لحظات تجليه، وإبراز ايقونات حضوره تأخذ بأحاسيسنا وإدراكنا معاً إلى مرتبة أعلى من الحب، لربما هو الحب المدرك أو الواعي، ولربما السبب هنا هو مشاركة العقل المنطقي في الحب بالاشتراك مع العاطفة. وهنا يكمن التقاطع مع فلسفة الجمال ، ففي علم النقد الجمالي يتوخى الناقد تسليط ناظر مشاهد الظاهرة الجمالية (لوحة، تحفة، منحوتة...) على تفاصيلها الخفية للعين غير الخبيرة، فيخرج له معاني تطبقها، والعلاقة بين عناصرها، والدور الذي تلعبه السمات فيها من دلالات ورموز وايقونات، فينتقل المشاهد من حيز الإعجاب العابر أى اللامبالي، إلى حيز المهتم والمدرك لقيمة هذه الظاهرة الجمالية. فنقد الحب يقربه من عقل المحب ونقد الفن يقربه من عقل المشاهد.
  1
  2
 1